بقلم د/ رضا عبد السلام
دون مقدمات عنترية او سفسطة لغوية…شبابنا_الذين هم عماد الامة _في خطر شديد…وهذا لا يعني ان كل شبابنا قد ضاع ولكننا ندق ناقوس الخطر.
نعم…نحن امة شابة…من 55 الى 60 % من المصريين _بل والعرب جميعا_ هم من الشباب…يحسدنا العالم اجمع لاننا امة شابة…
ولكن الحقيقة المرة هي ان الشباب في عالمنا العربي ككل جيل مهزوم محبط، فاقد الامل والحلم، يطحنه الفساد وتقتله البطالة، وانسداد اي افق او فرص للحلم والامل في غد افضل، في وقت يرى فيه أقرانه من الشباب في دول اخرى في الشرق والغرب، يتابعها على الانترنت، ينعمون بحياة كريمة وحريات وحقوق تحترم كرامته واحلامه كانسان.
شبابنا للاسف الشديد لم يجد التعليم الجيد ولا الاسرة الحاضنة المتفرغة لتنشئته والمشغولة باللهث لتوفير فلوس الدروس الخصوصية والفاتورة العلاج والكهرباء، او المسجد او الداعية المتزن وغير الموجه او الاعلام النظيف الراقي…ولهذا خرج الى المجتمع خالي الوفاض من اية قيم، لا يسال هو عن هذا…ولكنه وجد نفسه لاشيء بل تافه ولا قيمة لوجوده.
وعندما خرج الى المجتمع، سواء من المدرسة او الجامعة، تحرك ليبحث عن ذاته…فوجد انه لا شيء ولا قيمة ولا وزن له…وان الكلمة العليا هي الواسطة، فانتهى به الامر الى قيادة توك توك او البحث عن الوهم من خلال الاتجار او تعاطي المخدرات بكافة صورها وأشكالها…في جو كهذا لا تحدثني عن الدين…اي دين؟ لا تحدثني عن امة او عن مستقبل مشرق…اي مستقبل والشباب بهذا الوضع؟
ولهذا فان الحقيقة المرة هي ان الكثير من شبابنا وفلذات اكبادنا جنحوا والحدوا…نعم الالحاد…فقدوا الايمان بالله…ما اكثر هؤلاء الان في مجتمعنا…تابعوا المواقع الالكترونية الخاصة او المغلقة وستدركون حجم الخطر…
هناك من لم يعلن عن الحاده…ولكنه فقد الايمان بكل شيء، بعد ان ضاقت عليه ارض الوطن بما رحبت، وبعدما تحولت احلام الكثيرين منهم الى سراب وكوابيس مرعبة، وبعدما تم تصدير الياس والاحباط سواء لاسباب سياسية او دينية او اقتصادية.
شبابنا في خطر…ولا ارى دورا واضحا لوزارة الشباب والرياضة…هي وزارة للرياضة والاندية والكورة تمام…زي الفل…لكن لا علاقة لها بالشباب لا من قريب ولا من بعيد…ومن يعرف انجازا لهذه الوزارة او الدولة عامة فيما يخص الشباب يتفضل ويعرضه هنا.
شبابنا بحاجة الى اهتمام حقيقي لا خطب وكلمات رنانة لم تعد تنطلي على جيل الفيسبوك والانستجرام….الخ…جيل العولمة الالكترونية…جيل يستحيل الضحك عليه.
شبابنا المهلهل بين المخدرات والتطرف والالحاد تلزمه منظومة جديدة ووزارة للشباب يكون شغلها الشاغل احتواء هذا الجيل الذي هو غد الامة و انقاذه من نفسه ومن شيطانه وممن حوله…وزارة تلتزم بالتنسيق مع الوزارات الاخرى لتوفير فرص العمل والتاهيل واعادة التاهيل…وزارة تعيد تثقيف وتكوين شبابنا اخلاقيا ودينيا بالتنسيق مع الوزارات المعنية.
هذا الجيل من الشباب مختلف كلية عن اجيال الازمنة السابقة لانه ولد في ظروف مختلفة وفي بيئة مختلفة ومحيط عالمي مختلف…شبابنا يتابع ما يجري حوله عالميا وينظر الى واقعه المرير فتصيبه الصدمة…مخرجه الدائم من تلك الصدمة اما الالحاد او التطرف…او المخدرات…حفظ الله شبابنا من كل مكروه وسوء.