بقلم / م. احمد عبد الحميد رجب
النّجاح في الحياة من أسمى الأماني التي يتمنّاها الإنسان بلا شكّ، فمعنى أن تكون ناجحًا يعني الكثير على الصّعيد الشّخصي، والاجتماعي، والنّفسي للإنسان.
فعلى الصّعيد الشّخصي والنّفسي يكون النّجاح وسيلة لتحقيق الذّات الإنسانيّة وشعور الإنسان بأنّه قد استنفد ما في جعبته من قدرات ومهارات في سبيل تحقيق غاياته وأهدافه، وهذا بالنتيجة يشعره بالرّضا عن نفسه وذاته.
أمّا على الصّعيد الاجتماعي حيث علاقة الإنسان بمحيطه، فإنّ النّجاح يكون له ثماره وآثاره، حيث يستطيع الإنسان بناء شبكة من العلاقات الاجتماعيّة التي تفيده في حياته وعمله، فالإنسان الذي يكون مخالطًا للنّاس متفاعلاً معهم هو الإنسان الأقدر على تحقيق غاياته وأهدافه، كما أنّه الأقدر على الوصول إلى النّجاح.
و للنّجاح كهدف وغاية سبلاً وطرقاً تؤدي إليه وتعمل على تحقيقه، اذكر منها:
– بذل الجهد البدني والنّفسي من أجل الوصول إلى النّجاح، فالنّجاح في العمل على سبيل المثال يتطلّب من الإنسان أن يبذل جهدًا بدنيًّا من أجل ذلك، وكذلك الحال مع النّجاح في الدّراسة والتّحصيل العلمي الذي يتطلّب بذل الجهد الذّهني والعقلي، ولا يتصوّر الإنسان بحال من الأحوال أن يصل إلى النّجاح بدون أن يكدّ ويتعب، وكما قيل من طلب العلى سهر الليالي، وكما قال الشّاعر: وما نيل المطالب بالتّمني ولكن تأخذ الدنيا غلابا.
– التّعرض للفرص باستمرار، فالحياة مليئة بالفرص والانسان الذكى هو الذي يحسن التّعرض لها، فالإنسان الذي يجلس في بيته متقوقعًا على نفسه لا يتصوّر أن تأتيه فرص الحياة التي تمكّنه من النّجاح فيها، بينما ترى الإنسان الذي يقتحم أسباب الحياة من خلال مخالطة النّاس والاجتماع بهم والتّعلم منهم هو الإنسان الأقدر على تحقيق النّجاح واقتناص الفرص واستغلالها بما يعود عليه بالفائدة في حياته وعمله.
– تعلّم كلّ ما هو جديد في الحياة ففي الحديث الشريف يقول الرسول صلى الله عليه وسلم الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحقّ بها، وبالتّالي يكون سعي الإنسان للحصول على كلّ ما هو جديد ومفيد له في الحياة والعمل هو مفتاح النّجاح والطريق إليه.
وأخيرًا على الإنسان أن يدرك بأنّه حتى لو توافرت له أسباب النّجاح، فإنّها تبقى مفتقرةً إلى توفيق الله تعالى وتسديده.