بقلم / م. حسن ضوة
بعد الحرب العالمية الثانية استفادت الدول المتقدمة من تجربة رعاية الأطفال المتميزين والموهوبين، وبدأ الاهتمام الأول في أميركا خاصة عندما تم تأسيس الجمعية الأميركية للأطفال الموهوبين في عام 1947، وأيضا الروس خاضوا نفس التجربة في تلك الحقبة، وهكذا بدأت اليابان التي دخلت المنافسة وأصبحت تسمى بأمة المتفوقين، وكانت النتائج مثمرة إلى حد جعل العالم يقف احتراما وإجلالا لتلك الدول بسبب ما وصلت اليه من تقدم خدم كل العالم.
بدأوا الاهتمام بالموهوبين من خلال اكتشافهم عن طريق معلمين متميزين، وأحيانا من خلال علماء مختصين في مجالات عدة مهمتهم قياس ذكاء هؤلاء الأطفال الموهوبين، خاصة أن هناك أرقاما ثابتة ومعروفة على مستوى العالم تبين المستوى الحقيقي لذكاء الطفل، ومن تلك الاكتشافات تم اكتشاف أطفال عباقرة وهم يشكلون نسبة قليلة جدا في العالم، أي نسبة واحد من كل مائة ألف إنسان، هذا حسب ما ورد بالإحصائيات الخاصة في اختبارات الذكاء.
في كل بلد بالعالم يوجد موهوبون ومتميزون ومنهم عباقرة لديهم ذكاء خارق قد يضيف اكتشافات رهيبة للعالم وقد نجدهم في مجتمعاتنا العربية، إلا انهم في حالة إهمال وبلا أي اهتمام يذكر ومنهم من تم اكتشافه في الدول الغربية وأصبح عالما بعد رعايته، وللأسف البعض منهم مازالوا في بلدانهم يعيشون حياتهم كباقي أفراد المجتمع، جل اهتمامهم البحث عن الرزق ولقمة العيش ولا يملكون أي طموح ما دامت الرعاية غائبة.
أحيانا أطرح سؤالا: لماذا لا نخوض تجربة الدول المتقدمة في رعاية المتفوقين والموهوبين في شتى المجالات بشكل خاص كي نتمكن من مواكبة التقدم والتطور العلمي والصناعي، وهذا الأمر ليس صعبا ما دمنا نملك كل الإمكانيات، وأبرزها المادية؟
لا بد من دراسة هذا الأمر بشكل جدي، لانه من غير المعقول ان يتساوى الموهوب والعبقري مع شخص متواضع لا يملك أي موهبة تذكر، ولا بد أن نبين أن كل تجارب دول العالم المتقدم ما زالت موجودة والتي أثبتت ان الدول لا تتقدم إلا بالمتفوقين والموهوبين، واستثمارهم يمنح عائدا رهيبا للدولة في شتى المجالات