بقلم /حشاد عبدالله حشاد
امين الشباب حزب مصر المستقبل
أتعرفون من هي مصر ؟ مصر التي في خاطرنا جميعًا وفي دمائنا ، مصر التي حظِيَتْ وشَرُفَتْ وخَلَدَتْ بالذكر مراتٍ في كتاب ربنا، مصر الكنانة ، مصر الأمانة . مصر الزمان ، مصر الأمان، مصر الأمل ، مصر العمل.
مصرُ التي أحببتـُها الحــبَّ الذي … بلَـغَ السماءَ نزاهةً وتعفُّــــفًا مصرُ التي قَدْ كافَحَتْ مَنْ رامَــهَا… مُتَحَلِّلاً حُرُمَاتِهَا مُسْتَهْـــدِفًا مصرُ التي سَقَتْ الجيوشَ بكأسِها … سُمَّا أَذاقَتْهُ المُغِيرَ المُجْحِفَا مصرُ التي عاشَ الجميعُ بخيـرِهَا … لَمْ تَلْقَ إلا ناقِمًا ومُعَــنِّـــفًا
لقد مَنَّ الله على أهل مصر برفع ظلم عنهم لم يكونوا يستطيعون رَفْعَه، واختبرهم ببقاء الظلم الذي يستطيعون دَفْعَه، وقال لهم :” يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظَالَمُوا”.[صحيح مسلم ] .
ومِنْ أَسَفٍ فقد رسب الكثيرون بجدارة ، وأرهقتهم النفوس الأمَّارة ، بكل سوء وإخفاق وخسارة. فصاروا يظلمون الناس، ويسعون فيهم بألسنة حِدَادٍ أشحةً على الخير، لا تعرف إلا النقد والتعنيف والاعتراض ، وبث السموم والأمراض ، والتربص بالغير ، تتمنى له الشر والفساد ، بكل صلف وعناد .
بات القوم؛ لا تعرف مصرُ مَن الصديق ومَن العدو. بات القوم يسيئون إلى أنفسهم وبلادهم وهم يدَّعُون أنهم يحسنون صنعاً، لا يستطيعون أن يحسنوا العمل، مع أن الناقد بصير، والعدو المتربص خطير.
ثاروا؛ ثم انقضُّوا على ثورتهم ليُجْهِزوا عليها، وصاروا؛ كالتي غزلت غزلها ثم نقضته أنكاثاً ، ولطخته أرواثًا. أتراهم في كل مرة يعقلون؟!!
الجميع يتشدق بخدمة مصر ومصلحة مصر ورخاء الوطن ، وحقيقتهم هي : البناء في الهواء ، والمشي على الماء. والخراب والدمار ، والعار والشنار ، والمصالح الفئوية، والأهواء الشخصية .
يخرجون إلى التحرير لا يدرون ماذا يريدون ، ويهتفون بما لا يهدفون ، ثم هم يعزمون على معاودة الخروج والولوج ، وكما يقال :” الفاضي يعمل قاضي”.
أترون يا قوم أن كثرة الخروج والتجمهر يُؤَمِّنُ للناس عَيْشًا ، ويحل مشاكلهم شعبًا وجيشًا؟ يا قوم ؛ من أين تأكلون ؟ وعلام تعيشون؟ ومن الذين لكم يُمَوِّلُون؟ وبعد هذا ماذا يقصدون؟.
إن السماء يا قوم لا تمطر ذهبًا ولا فضة ، فارحموا الفقير والضعيف ، وارفقوا بذوي الحاجة، واعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون .
قد سئم الناس طريقتكم، وملُّوا أطروحاتكم، وتشاءموا من طَلْعَتِكم، وتمنَّوْا الرحيل من دياركم التي تريدونها – بقصد أو بغير قصد- بلقْعًا وخرابًا يسكنها البوم والغِرْبان، ولسان حالهم يقول:
مِن زَعْـقَـةِ الغُـــرَابِ بعدَ المُلْتَـقـَى … فارَقْتُ مِصْرًا وَبِهَا أحْبَابِي وفي الطريقِ الرَّمْلِ صِرْتُ حائرًا … ومُروَّعًا مِنْ زَعْـقَةِ الغُرابِ
كثيرون يزعمون أنهم أعلام ، وهم في الحقيقة أقزام ، يبغضون الحلال ويعشقون الحرام، مجالسهم حرب وكلام ، لا خير فيها ولا سلام.
عِـيثُوا فَسَادًا أيُّها الأعــــــــلامُ … وعلَى الشَّهـيدِ رحمةٌ وسلامُ مصرُ التي ماتوا فِداها أصبحَتْ … وكأنما فيها السُّرورُ حَــرامُ